آخر الأخبار
افتتح كل من جامعة دار الكلمة والمعهد الفرنسي في القدس – شاتوبريون في مدينة بيت لحم، معرضًا فنيًا جماعيًا بعنوان "من الجليل إلى القدس" لواحد وعشرين فنانة وفنانًا من الجليل والقدس، وقد حضر الافتتاح عدد أفراد الهيئتين الإدارية والأكاديمية في الجامعة إلى جانب الطلبة، إضافة إلى عدد من المهتمين والمتخصصين من المؤسسات المختلفة وأبناء مدينة بيت لحم.
وافتتح المعرض القس البروفيسور متري الراهب مؤسس جامعة دار الكلمة ورئيسها بالحضور، قائلاً: "إن المعرض يحاكي آمال شعبنا وآلامه ويذكرنا بالنكبة في 24، ويذكرنا أن النكبة ما زالت مستمرة، ولكن أيضاً الصمود والمقاومة وحب البقاء وحب الحياة مستمر في الوقت نفسه، وهذا الذي نراه في كل اللوحات، وبصفتنا جامعة تركز على الفنون والثقافة يشرفنا أن نستضيف هذا المعرض بالتعاون مع المعهد الفرنسي في القدس – شاتوبريون"، كما أشار أن بداية جامعة دار الكلمة في غزة كانت في المعهد الفرنسي، واختتم كلمته بشكر جميع من ساهم في إنجاح هذا المعرض.
وقد ألقى السيد رومان ديتارلي الملحق الثقافي الفرنسي في القدس كلمته عبر خلالها عن سعادته بوجوده في جامعة دار الكلمة وبوجوده في افتتاح معرض "من الجليل إلى القدس"، وأكد أهمية المعرض بما يعود بالفائدة على الجميع.
كما عبر الفنان طالب دويك خلال كلمته عن اعتزازه بجامعة دار الكلمة، وعن سعادته بافتتاح معرض "من الجليل إلى القدس"، وأكد أن ما يميز هذا الصرح الأكاديمي هو أن جامعة دار الكلمة هي أول جامعة على مستوى الوطن العربي متخصصة في الفنون والثقافة.
كما شكرت الدكتورة رحاب نزال عميد كلية الفنون في جامعة دار الكلمة وقيّمة المعرض، جميع الفنانين المشاركين في المعرض، وقالت:" إن واحدًا وعشرينَ فنانة وفنانًا من قلب فلسطين يعرضون أعمالهم بهذا البروز، ويقدمون فيها أعمالا مشحونة بالمعاني والتعبيرات الحية التي تجسّد وحدة الشعب الفلسطيني، وتؤكد الارتباط العضوي بين مختلف أجزاء الأرض الفلسطينية فهذا إنجاز عظيم.
ويحتوي هذا المعرض الجماعي على أعمال فنية متنوعة، حيث تمثل الأعمال المختلفة تجارب فردية تعبر عن واقع وتاريخ، وذاكرة، وآمال، وآلام، متحدية المشروع الاستعماري الاستيطاني الذي يسعى إلى محو الشعب الفلسطيني وتشتيته وتمزيق الأرض الفلسطينية وتحطيم وحدتها الجغرافية، والاجتماعية، والثقافية، وإن انتقال المعرض من القدس إلى بيت لحم لهو تحد لهياكل وأدوات ووسائل التجزئة ومعيقات حرية الحركة التي يفرضها المستعمر على الشعب الفلسطيني بما في ذلك الجدران الإسمنتية، والحواجز العسكرية، والبوابات الحديدية، وبطاقات الهوية المشفرة، والشرائع المُقنّنة للفصل. فوجود المعرض في قلب مدينة بيت لحم يعزز التلاحم بين أجزاء الوطن ويرسم خريطة انتماء ثقافي، يسرد فيها الفن حكايا الصمود والحياة بوجه القمع والسيطرة والقتل.
وقد شارك في المعرض واحدًا وعشرين فنانة وفنانًا من الجليل والقدس، وهم: حنان اتيم، حياة طويل، ابراهيم حجازي، احمد كنعان، انس دويك، ميس داعور، سليمان منصور، ياسمين شموط، شهد ادكيدك، كفاح حماد، جهينة حبيبي قندلفت، عصام صبّاح، أنور سابا، أميرة الصوص، طالب دويك، بيسان عبيدات، ألكسندرا إيلينا، هبة حواش، نورا التميمي، ميشيل صنصور، ناريمان أسعد عمري، ماهر العدسي.
ومن الجدير بالذكر أنه يستمر معرض "من الجليل إلى القدس" الذي انتقل من المعهد الثقافي الفرنسي في القدس إلى جامعة دار الكلمة طوال شهر أيار، الشهر الذي بدأت فيه نكبة 1948 ولم تنته بعد 77 عاما، بل يشهد العالم، وبشكل حي، أفظع فصولها المستمرة منذ ثمانية عشر شهرا في غزة وفي الضفة. فرغم الإبادة، يرسم الفنانون الحياة ويعبرون عن القيم الإنسانية التي تكشّف زيفها، فأعمالهم إعلان عن مواصلة الحياة رغم الفظائع، والتشبث بالأمل رغم الخيبات، وإعادة التذكير بالقيم الأخلاقية الإنسانية، وأن معرض "من الجليل إلى القدس" ليس فقط عنوانًا جغرافيًا، بك تأكيد أن الجغرافيا وإن حاول المحتل تمزيقها، تبقى موحدة ومتصلة. هذا المعرض مساحة للعبور بين الألم والأمل، بين الدمار والإبداع، بين ما يُحاصَر وما لا يمكن حصاره: الفن، الفكر، والروح الحرة.