آخر الأخبار

حروب الشرق الأوسط ومسارات العدل والكرامة الإنسانيّة

في ورشة عمل إقليميّة هي الثالثة من نوعها منذ العام 2023، التقى في ليماسول من أعمال قبرص (11-13 حزيران/يونيو) إثنان وعشرون خبيرةً وخبيراً في اللاهوت والعلوم الإنسانيّة والقضايا الجيو-سياسيّة من فلسطين ولبنان وسوريا والأردنّ ومصر والعراق كي يتدارسوا مسارات العدل والكرامة الإنسانيّة في منطقة الشرق الأوسط، التي يخيّم عليها منذ زمن ليس بقليل، ولا سيّما منذ السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023، جوّ من الحروب شبه المتواصلة.
نظّم هذه الورشة، على قاعدة التشارك والمساواة، مجموعة «نختار الحياة» و«ملتقى التأثير المدنيّ» (بيروت) وجامعة «دار الكلمة» (بيت لحم) ومركز «السبيل» المسكونيّ (القدس) و«أكاديميّة بغداد للعلوم الإنسانيّة» (بغداد). وقد هيمنت على اللقاء أجواء حرب الإبادة المستمرّة في غزّة منذ نحو سنة وثمانية أشهر. كذلك تابع المجتمعون بقلق بالغ أخبار الهجوم الإسرائيليّ على إيران وما ينجم عنه من تصاعد للعنف في الإقليم.


السؤال الثاني الذي تصدّى له الحاضرات والحاضرون تناول إعادة تحديد العلاقة بين الهويّة الدينيّة والمواطنة. يكمن جوهر المواطنة في قدرتها على احتضان الهويّات المتعدّدة وتحصينها من الاستغلال على يد الساسة. فإذا صين التنوّع، على اختلاف أوجهه، عبر عقد اجتماعيّ يتّسم بالتوازن والعدل، انتفت عن التعدّد الدينيّ صفة كونه تربةً خصبةً للصراعات.
المحور الثالث تناول مسائل الهجرة واللجوء والنزوح. كثيراً ما يفضح الانكباب على هذه المسائل وجود فجوة لا يستهان بها بين الدولة والمجتمع والمؤسّسات المانحة، فضلاً عن الاستعانة بالحلول اللحظيّة والافتقار إلى السياسات العامّة. يضاف إلى ذلك ظواهر عنصريّة الطابع مردّها خوف البشر من الذين لا يشبهونهم. والحقّ أنّ القاعدة العامّة التي يجب مراعاتها في هذا الخصوص هي الموازنة بين النظر إلى كرامة الإنسان بوصفها أولويّة، من جهة، وصون سيادة الدول المضيفة وحقّ العودة، من جهة أخرى، مع المحافظة على التنوّع الديموغرافيّ في صفته عامل استقرار.
في خطوة رابعة، تطارح الحاضرات والحاضرون السيناريوهات المتنوّعة التي يبدو الشرق الأوسط مفتوحاً عليها في الوقت الحاضر. لئن يصعب التكهّن بغلبة أيّ منها، إلّا أنّه يمكن رصد تقدّم ملحوظ لخيار الدبلوماسيّة الاقتصاديّة. على الصعيد القانونيّ، ثمّة محاولة واضحة لتجريد شرائح واسعة من البشر من الحماية القانونيّة كي يتسنّى القضاء عليهم من خارج منظومة القانون، كما في فلسطين التاريخيّة، ما يستوجب استعادةً لمفهوم العدل بوصفه مفهوماً أخلاقيّاً يقدّم إطاراً ناظماً للعلاقات البشريّة بمعزل عن الجغرافيا. لقراءة المزيد
 

 

شارك:
أعلى